الذاكرةلا تخون ،وربما ذاكرتي السمينة فقط ، لا تخونني أبداً !
أذكر جيداً مستشفى الأمراض العقلية بمكة ، موقعها في منفى ،ومخطط لإنسان حق أن يفنى في ذاك المكان .
بداية لفظ مجنون لفظ لايعبر عن أي مرض لايوجد تعريف لهذه الكلمة لكنها نتاج عشوائي توارثناها واستخدمناها .
دخلت المكان أترقب والتعليمات جارية أن لا نفترق وأن المكان غير آمن ،دخلنا ، كالعادة أعين حراس الأمن تكاد تخرق أجسادنا الأنثوية البريئة الوجلة ، المكان يكتظ بالأعين ، دخلنا لايمكنك أن تتخيل المكان ، بلا أثاث ، وبلا حياة لو أردت ، صراخ وزغردة ، وآخرون نائمون ، أتتنا واحدة أتذكر إسمها نوف إن لم تخني الذاكرة ، تخبرنا أنها حافظة القرآن وأن كل مابها مجرد عين ، هي مدركة لمرضها وهذا في حد ذاته يريحك ، بريئة وعفوية جدا ، ربما لديها تأخر عقلي لكن لاتحتاج حالتها أن تبقى في المنفى ، لأتحدث قليلا عن المكان قبل أن أسهب عن الحالات، هو عبارة عن عمارة، الدرج مسور بحديد ، بالدور الأول قسم النساء ، شقة خاصة بهن ، يهيئ لك من هيئة العاملين هناك أنه من كثرة معاشرة المرضى ينتج شئ من غرابة الأطوار ، المكان غير مجهز للحياة أبدا ، كل واحدة تملك غيارا واحداً ، ومشطا واحدا يسري في شعورهن جميعاً والحالات المتطورة والصعبة كثيرة التهيج تختلط مع البسيطة التي تملك عرضاً بسيطا يحتاج لقليل من العلاج وتعود لحياتها الطبيعية ، هذا الخلط يؤدي لتردي الحالة ، وشهدنا حالة طالبة جامعية كانت متضايقة جداً من هذا الخلط وتخبرنا أنها صحيحة ولاداعي أن تُعامل كالطفلة وانها لاتستطيع النوم ليلا بسبب تهيجهم ، هذا خطأ فادح ولكن لايملكون خيار في هذه الصندقة الضيقة ، وهناك غرفة من غرف العزل الانفرادي ببلاط مكسر بطريقة مخيفة ، والحمام في وضع ردئ جداً ، غير صالح للاستخدام الآدمي ، أكثر حالة بكيت معها ، مريضة أتى أباها لزيارتها ولم تذهب له ، وحين رحيله دمعت عيناها ،وأكثر حالة لن أنساها المغرورة الجميلة التي رفض جميع صديقاتي التعامل معها ولكنني جربت حظي الذي بدا سيئا ودعيتها للجلوس معنا بينما صديقاتي يرتبن الأناشيد ، وكانت إجابتها حارقة أنهاتفضل أن لا أعود لمحادثتها أنا وفئة المطوعات وأنها ووالدها القاضي جاهزة لدهسنا تحت حذائها وانتم بكرامة ، لم اغضب منها ، تركتها بينما هي لم تتركني بنظرات الاحتقار والاستفزاز ، انها مريضة بجنون العظمة ، حين هممنا بالخروج ، سلمت عليها قلت مع السلامة ، ردت :أنت ماتفهمي ماعندك كرامة كم مرة اقولك لا تكلميني ترجعي ، خرجت وسط ذهولي ، هذا المكان لايرحب بالحياة ابدا لا طعام ولا لباس ولا حياة ولا اهتمام ، كل شئ في ذلك المكان غير صالح للحياة ، لكن لا أملك في أمري فطيرة ، فهل أملك في أمر مصحة شطيرة!
بدون عاطفة !
الأربعاء، 14 نوفمبر 2012
في مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بمكة !
الأحد، 11 نوفمبر 2012
المرأة في بلدي !
الاثنين، 18 يونيو 2012
كأس ثكلى!
(1)
إلى عاطفتي الثكلى!
ألى قلبي اﻷحمق!
إلى تلك اﻷنثى البلهاء داخلي!
وبعد :
لم تكن تلك اﻷشياء التي وهبنا الرحمن إياها كنعم علاقة بأن تستهلك كنقم ترهق الحياة الصامدة فينا ، ولكن منذ حكمة مقدرة لها اﻷكوان كان من كتف اﻷمل يؤكل الألم ، ولأن الله لم يرد أن نخلق تائهين في هذه اﻷرض كان حق على الوجع بأن يهذبنا من أوطد الصمامات صلة لقلوبنا ولأن القلوب الملبدة بالغيم تمطر حزنا كان حقا على العيون أن تدمع وحق عليها البكاء كمراسيم تطهير لدنس الحياة.
(2)
وﻷن اليتم كسر لا يلتئم ،فصبي من كأس يتمك رحمة تجلي لها أنوار عقلك وقلبك ومنذ تاريخ يشهد لك بذلك فخبئي الخيبة عن أعين المدينة لكيلا يمسك سوء وتنقلبي من الخاسرين.
(3)
وﻷن الغربة لاتعني المكان ، رتبي أشلائك في دهاليز الحياة حينا،
وثبتي عضد الحياة وأطلقي زفير اليأس خلف خط اﻹستواء الذي لطالما أرهق به أساتذة الجعرافيا ﻹثبات أنه وهمي ولكن الخطوط الوهمية تبني التوقيت فلا تصدقي كذبة غرينتش الذي هرقط بها على العالم المجنون!
(4)
وﻷن الحياة أصغر من حب وحرب وقتال ونزال وأمة معرضة للزوال ، خوضي بعين قلبك إلى تلك الرؤى التي مررت بها تلك العجوز بيدها على رأسك ولحنت نغمات صافيات من الحب اليابس في أرضك!
(5)
وﻷن اﻷوجاع ياصغيرتي لاتلبث أن تفوح غطي قلبك عنهم ولثمي بعض عن بعض وأبصقي ثاني أكسيد اعينهم عنك!
الخميس، 9 فبراير 2012
أيّ بُني !
أي بني !